الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق
أنت تقرأ لتفهم، لتستوعب، لتكوّن أحكامك وآراءك
الخاصة. لا تأخد كل ما يُكتب وكل ما يُقرأ
على أنه أمر مسلم به. إقرأ، إبحث، قارن... هذه ما ارادت عن تقوله الراحلة رضوى
عاشور بين السطور. في كل عصر يتم التعتيم والتهميش للعديد من الشخصيات لأسباب مختلفة
ومع الوقت يتم تناسيهم وتجاهلهم وإن كان لهذه الشخصية حظ -إن جاز التعبير- بعد
مماتها يأتي باحث يُزيل عنها غبار السنوات ليظهرها بشكلها الحقيقي ويُعيد لها
مكانتها. ولا اقدر من الراحلة السيدة راء لتفعل ذلك مع شخصية مثل أحمد فارس
الشدياق. تقول رضوى عاشور في مقدمة الكتاب :"...وأملي ألا أكتفي بإقناع
القارئ بدعواي أن "الساق على الساق" هي الرواية العربية الأولى والأهم،
فهذا غرضٌ ثانوي في هذه الدراسة، بل أن أورطه عبر الإشتباك مع النص، في أسئلة
تتعلق بالتاريخ عموماً وبالتاريخ الأدبي على وجه الخصوص، وما تمتلكه المؤسسة
النقدية من سلطة التهميش أو التصدير وتشكيل الذائقة الأدبية..."
عدد الصفحات: 148