ان تملك والا تملك
رواية بحرية أخرى
لهمنغواي، متعددة الأصوات، متقنة كالعادة، ومكتوبة بالمسطرة، يلعب فيها الحوار
دوراً كبيراً. حكاية عن الصيادين وقوارب الصيد، وأسماك المارلين العنيدة،
والانتظار والضياع. رواية كحال البقية من أعمال همنغواي، تقترب في فكرتها من رواية
بحر ميت لجورج أمادو، حيث الاضطرار إلى الخوض في الممنوع من أجل المال، ولمرة
واحدة في البداية، لتتكرر بعدها المغامرات الخطيرة.
"وكان فرانكي يشعر بنفس
الضيق الذي أشعر به، وظل يربت على ظهري ويهز رأسه، كنت قد أفلست، فقدت خمسمائة
وثلاثين دولارا قيمة الإيجار، ومهمات لا استطيع شراءها ولا بثلاثمائة وخمسين
دولارًا. ومن يوم مضى كنت قد رفضت ثلاثة آلاف دولار لأنقل ثلاثة غرباء إلى مكان
ما، مجرد أن أخرجهم من هذه البلاد، حسنًا، ماذا بوسعي أن أفعل الآن؟ ليس في
استطاعتي نقل بضاعة؛ لأنه لا توجد معي نقود لشراء ما يلزم، فضلًا عن أن عمليات
النقل لا ربح فيها. هل أبيع الزورق؟ كلا، فالبلدة ملأى بالزوارق، ولن يوجد له مشتر.
أقضيَّ عليّ أن أذهب مفلسًا إلى بيتي وأقضي الصيف دون أكل في تلك البلدة؟"
عدد الصفجات: 256