منطق المشرقيين
أراد ابن سينا أن يكون كتابه هذا مدخلاً لسائر العلوم
التي عالجها، أو مدخلاً لكتاب المقولات لأرسطو، أو على غرار كتاب فرفوريوس، الذي
ترجمه إلى العربية أبو عثمان الدمشقي، الكتاب الذي يتناول ألفاظاً خمسة هي الجنس
والنوع والفعل والخاصة والعرض.
ومع أن ابن سينا تناول هذه الألفاظ الخمسة أيضاً، إلا
أنه تطرق إلى طائفة كبرى من الألفاظ التي يحتاج إليها طالب علم المنطق. وأعقب ذلك
بأبحاث مفيدة في أبواب شتى، كالغرض من دراسة هذا العلم وعدد أجزائه، ومنزلته من
العلوم الأخرى، وكان لا بد لابن سينا من أن يتعرض فيما كتب من المنطق للمعرفة
أولاً، من حيث هي تصور يكتسب بالجد وتصديق يكتسب بالقياس
يحتل
الشيخ الرئيس ابن سينا، مكانة سامية في تاريخ الفكر والطب والفلسفة، فهو من أصحاب
الثقافة العالية ومن ذوي المواهب النادرة والعبقرية. وعلى الرغم من عدم امتداد
حياته، فإنها كانت تفيض نشاطاً وحيوية وتحفل بالإنتاج والتأليف والإبداع، فكتب في
الفلسفة والطب والطبيعيات والإلهيات، والنفس والمنطق والرياضيات والأخلاق
عدد الصفحات: 160