التاريخ السياسي والطائفي الحديث للجمهورية
اللبنانية
منذ أن نشأ لبنان وهو
يعاني من أزماتٍ سياسية سببها عدم التوازن بين نظامه السياسي والمجتمع المكوّن له،
فمن المعروف أن النظام السياسي يعكس ظروف المجتمع وأوضاعه، بما فيه من تناقضاتٍ
طبقيةٍ وعرقيةٍ وحتى لغوية، ومن تباينات أو ولاءات إقليمية أو دولية، أو تدخّلات
خارجية. ولكي يكون المجتمع مستقرّاً، لا بدّ من أن يعكس النظام السياسي مصالحه
وأهدافه والقيم الثقافية والاجتماعية الموجودة فيه، وأن يكون قادراً على ربطه بعضه
ببعض، وأن تكون النخبة السياسية مرآة للقوى الاجتماعية، مهما تعدّدت، بحيث تشعر كل
قوة بأن النخبة السياسية تمثل امتداداً لها. وعندما تعجز مؤسّسات الدولة عن تحقيق
ذلك، تصبح الدولة أمام أزمة ناتجة من عدم وجود استقرارٍ سياسي واجتماعي...
عدد الصفحات: 151