خفايا اغتيال المهدي بن بركة
لم يكن بن بركة مناضلاً وطنياً فقط، بل زعيماً أممياً نشطاً ضد الاستعمار العالمي، ومن أجل تحرر الشعوب المضطهدة.. لذا بات التخلص منه مطلباً رئيساً في حملة الإمبريالية الدولية لقمع انتفاضة "العالم الثالث" على الاضطهاد. قتله كان حلقة في مسلسل إجرامي نفذته الإمبريالية العالمية بحق المناضلين من أجل مستقبل أفضل للبشرية.. انقلاب في الجزائر أطاح بين بللا، وانقلاب علي أحمد سوكارنو وما أعقبه من مجزرة بحق خمسة ملايين من البشر هناك، وقتل كل من رئيس الوزراء الإيراني علي منصور، ومالكولم أكس والزعيم البرتغالي مانويل دلغادو، ووزير دفاع غواتيمالا إرنستو مولينا، وغيفارا، ومارتن لوثر كينغ، وأميلكار كابرال، وكذلك انقلاب الجنرالات على حكومة بباندريو اليسارية في اليونان، ثم عدوان عام (1967م).. القائمة تطول والجرائم لم تتوقف. اختطاف بن بركة وقتله كان جزءاً من جريمة دولية شاركت فيها قوى الاستعمار وعملائها، وأدت إلى انقلابات في "العالم الثالث" أعادت دول قيادية فيه إلى الأسر الاستعماري، نعيش تداعياته المرعبة على نحو مكثف منذ تفرد الغرب بالقرار العالمي، التواق دوماً إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واستعمار الأمم الصغيرة ونهب ثرواتها واستبعاد شعوبها.
عدد الصفحات: 382