محطات في التاريخ والتراث
يتجول هادي العلوي في التاريخ والتراث حيث توقف عند
محطات اختارها في هذا الكتاب. وتنتمي هذه المحطات إلى خارطة الإسلام الذي أحبه لكن
حباً غير أعمى وهو حب العقل لا حب القلب وفيه فسحة للأخذ والرد والنقد والعتاب.
دوافع الكذب في التاريخ سياسية ومذهبية وإجتماعية طبقية.
وهذه شغل الرواة في الأساس، لكن الكذب كثيراً ما يصدر عن صناع الحدث وأصحاب
العلاقة به. وهذا من المشهود في كل عصر بما فيه عصرنا الحاضر. ويمكن في الحقيقة أن
نجد من دوافع الكذب عند المعاصرين ما يزيد عليه عند القدماء، وهذا لأن الصراع اليوم
أشد منه في الماضي، وقد دخل فيه الصراع الدموي بين أوروبا وأميركا الإستعماريتين
وشعوب المستعمرات في آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية. ويمارس الغربيون تزويراً
للتاريخ قديمه وحاضره، قديمه بتحويل التاريخ البشري إلى أوروبا والإنطلاق من
تاريخها للحكم على تواريخ القارات الأخرى. وتشتد الحاجة إلى التزوير حديثاً في
العلاقات مع العرب لأنهم النقيض الغريب للغرب. أما التزوير اليومي للأحداث الجارية
فهو صنعة اختصت بها وسائل الإعلام الغربية، الصحافة والإذاعة والتلفزة. وقد صار من
المتعذر علينا فهم الأحداث ودوافعها ونتائجها وامتداداتها بسبب هذه التغطية
الإحتكارية لتاريخ العالم ويتعزز التزوير الغربي للأحداث بمنهجية التحليل والتأويل
التي يتقنها الغربيون أكثر من غيرهم بالنظر لتفوقهم العلمي...
عدد الصفحات: 280