ظل
الغروب
حين يكون النسيان صعباً في زمانٍ يشتد قسوة،
يصبح البوح ضرورة. والبوح في هذا الكتاب وجعٌ إنسانيّ ينطق من كل حرف، وكل كلمة،
وكل عبارة تخطّها يد الكاتبة التي دخلت كهف الذاكرة لتقصّ تجربة عاشتها لما يزيد
على ثلاثة عقود، تجربة السجن التي لم تنته بخروجها منه، بل ظلت مستمرة منذ عام
1979 حتى الآن، فقررت أن تدخل في الشائك وتكتبها كي تكون شهادة عن زمان لم يخجل من
هزيمة رجال ونساء أرادوا أن يكونوا أبطالاً.
تقف الكاتبة بجرأة أمام الذاكرة المثقلة، تسائلها،
تحاكمها، تستخلص منها، وتكتشف أشياء لم يكن بالإمكان إدراكها في ذلك الوقت، في
محاولة منها لتجد نفسها، لتجد روحها التي كانت وما تزال تبحث عنها، ولتفهم "أسباب
ودواعي ذلك الذهاب بعيداً عني".
عدد الصفحات: 206