نمط العيش الإمبريالي:
استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية
يتناول هذا الكتاب الأزمات المتعدّدة للرأسمالية العالمية وعلى رأسها
الاقتصادية والبيئية والديمقراطية، وعلاقتها بأنماط العيش في بلدان الشمال وبلدان
الجنوب. يرى المؤلفان أن نمط العيش الحالي السائد يحمل الصفة “الإمبريالية”، لأنه
يتطلّب وصولًا غير متناسب وغير محدود إلى الموارد ومصارف انبعاثات الكربون وإلى
اليد العاملة. يحلّل المؤلّفان نمط العيش الإمبريالي بوصفه تقييدًا هيكليًا لفرص
الناس في بلدان الشمال وبلدان الجنوب. يكمن التناقض الأساسي لهذا النمط من العيش
في أنه يتوسع نحو بلدان الجنوب، على الرغم من أنه لا يمكن تعميمه لأسباب اجتماعية
وبيئية. يدعو الباحثان أولريش براند وماركوس فسن إلى تبني “نمط عيش تضامني” قائم
على العدالة وحماية البيئة بدلًا من “نمط العيش الإمبريالي” القائم على الاستغلال
وتدمير البيئة، وهما يدعوان إلى النضال من أجل ديمقراطية الطاقة والتحوُّل الأخضر
والسيادة الغذائية وتمهيد الطريق إلى تحوُّل اجتماعي – بيئي حيوي يخدم الجميع، وفي
المقام الأول البلدان الفقيرة. يعكس هذا الكتاب حرص الباحثَين واهتمامهما بالقضايا
الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية الجوهرية التي يجهلها الكثير من الناس،
وهو دعوة صريحة ومُلحَّة إلى “تحول اجتماعي – بيئي” شامل وعادل وإلى التأسيس لنمط
عيش مستدام قائم على التضامن، يُنصِف الإنسان والبيئة على حد سواء...
عدد الصفحات: 240