أرض ميعادي: إسرائيل النصر والمأساة
الكتاب هذا ليس عملاً
أكاديمياً في التاريخ؛ إلا انه يمكن أن يكون مرجعاً في التاريخ، خاصة وأن آري شبيط
يجمع خلاصة تجربته الصحفية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بما في ذلك لقاءات مع
عسكريين وعلماء وتجار وسياسيين، ومن ضمنهم ضباط إسرائيليين شاركوا في مجازر
الفلسطينين في اللد ودير ياسين في عام 1948، وأن يستعيد معهم ذكرياتهم لهذه
المجازر. كما استطاع أن يلتقي بفلسطينيين كانوا هم أنفسهم من ضحايا المذابح التي
ارتكبت في اللد، كما قابل فلسطينيين تحولت حياتهم من ميسوري الحال إلى لاجئين في
مخيمات الأنوروا، ولكن ومع أنه بحث في فترة يزعج البحث فيها الضمير الإسرائيلي؛
إلا أن هذا جزء من غرض الكتاب...
سيجد القارئ في هذا
الكتاب الكثير من الأمور التي ينكرها، وعبارات وأحداث تستفزه وتغضبه، لكن الكاتب
لم يلجأ إلى الكذب؛ بل هو لجأ إلى التمايل على الحقيقة وإخفائها أحياناً، ومن خلال
تقنية مميزة في الكتابة اكتسبها من خلفيته ككتاب صحفي في جريدة هاآرتس، استطاع
صياغة الحقيقة بطريقة تجعلها تخدم أهدافه، سواء من خلال التلاعب بزمن رواية
الأحداث تقديماً وتأخيراً، وإستخدام أسلوب الإسترجاع، أو بإيراد حقائق متبورة
ومجتزأة خاصة عندما يتعلق الأمر بالعرب، وإعتماد الروايات الشفوية كمصادر صادقة،
غير قابلة للنقاش. لهذا كان من الضروري ترجمة هذا الكتاب لقراءته؛ لأنه أقرب إلى
إسرائيل كما هي على الأرض، كيف تعمل وكيف تفكر، وكيف تُقنع نفسها بما فعلت...
عدد الصفحات: 486