الاغتراب
الثقافي للذات العربية
ومن المضحكات المبكيات أنه إذا قام في تلك
الأجيال من يحدوها نحو قهر اغترابها وخلاصها، لا يكاد يسلم من أذاها! فعجبًا
لمحكموم بالإعدام ينتصر لجلاده ويموت دونه! وعجباً لجلاد يغري ضحيته بصلب من ينشد
خلاصها! الحق أن سدنة الاغتراب أجادوا وأبدعوا أيما إبداع، حتى أن المغتربين دائماً
ما يعولون عليهم في خلاصهم! ولا عجب، فآليات تكريس الاغتراب الثقافي تعمل ليل نهار
بلا هوادة ولا رحمة غير آبهة بعذابات الضحايا وأنينهم. فكأني بالاغتراب إلهاً لا
يرتوي إلا بدموع المغتربين ودماءهم! وكأني بسدنة الاغتراب كهنة مخلصين في معبد إله
الاغتراب يتحدثون باسمه، ويحضون المغتربين على طاعته، إلى جانب تحذيرهم إياهم من
مغبة عصيانه والتمرد على أوامره ونواهيه
عدد الصفحات: 104