التنبؤ بزوال الرأسمالية: مغامرات فكرية منذ ايام كارل ماركس
إن هذا الكتاب هو نتيجة بحث أكاديمي، لكنه موجه إلى
جمهور القراء العاديين. وآمل، قبل كل شيء، أن يثير اهتمام أولئك الذين - سواء كانوا صغاراً أم كباراً- يندفعون بقوة نحو الالتزام بقيم العدالة
الاجتماعية. والمشكلة في التعامل مع الرأسمالية الآن هي نفسها التي تمت مواجهتها
مرات عديدة من قبل. وبالتالي، فإن إدراك ردود الفعل، وخداع الذات الذي عانت منه
الأجيال السابقة يمكن أن يساعدنا بالتأكيد على وضع الأمور في نصابها. ولكن حتى
أولئك الذين يعشقون الرأسمالية سيجدون ما يحفزهم على التفكير في القصة التي
سأرويها، وفي التداعيات التي تنبع منها، فالرأسمالية مقدر لها أن تخلق مشاكل، ولن
يقبل المجتمع أن يدع رأس المال يحكمه. وقد نجحت دائماً عدة محاولات في وضع قيود
على قوتها المفرطة وسيتواصل القيام بذلك. الكتاب صغير الحجم وبناؤه بسيط. أعتقد
أنه يمكن قراءته بسهولة من الغلاف إلى الغلاف باتباع الترتيب الذي عرضت فيه الفصول
ولكن المهتمين بمواضيع محددة أو فترات تاريخية معينة يمكن أن يتوجهوا نحوا استخدام
الملخص الذي أعرضه هنا. تلخص الفصول الأربعة الأولى السرد التاريخي للنبوءات التي
لم تتحقق منذ القرن التاسع عشر إلى الوقت الحاضر. يتبعها فصلان يعكسان آثار هذه
القصة. في الفصول اللاحقة أطرح تساؤلاً حول كيف اتخذت التنبؤات المنحى الخاطئ، أو
ما هو الخطأ، في محاولات التنبؤ بالمستقبل، ولكني أتحدث أيضاً حول عشر إلى أسباب
بقاء الرأسمالية في محاولة لمعرفة المزيد عن طبيعتها ودينامياتها.
عدد الصفحات: 265