علكة العيون - عن وسائل الدعاية الصامتة
إن زمن بث الإعلان
الإشهاري والمكان الذي تشاهد فيه الإشهارات، يعملان معا على تيسير طور التنويم
المغناطيسي للمشاهد. ذلك أنّ التركيز على الشاشة، إلى جانب الصّمت، العياء،
الظلمة، الاسترخاء ووضعية التمدّد فوق الفراش، والأجواء المريحة في الصالونات، هي
أكثر العناصر التي من شأنها استثارة رعشة خفيفة لدى المشاهد، وتركيز اهتمامه. إنّ
المشاهد، وقد وُضع ضمن هذه الشروط المجتمعة كلها، يفقد جزء لا يستهان به من شخصيته
الواعية، فتتقلص إرادته وبصيرته، ليغدو حينئذ أكثر قابلية لاستقبال الاقتراحات
الإشهارية (تلك الاقتراحات التي يعلم الجميع، التي تقوم على الإشارة إلى بضاعة أو
خدمة ما، دونما حاجة إلى استعمال كلام منبوس به)؛ خاصة إذا ما كانت تحيل بشكل
مباشرة على كل ما ينتمي إلى سجل الذوق والوجدان. إن الإعلانات التجارية تُحدث
نوعاً من السّرْنمة...
عدد الصفحات: 139