أسرار اغتيال باتريس بولومبا
عندما ظهر هذا الكتاب أول مرة باللغة الهولندية ركزت الصحافة في حينها على خلاصته الرئيسية، وهي أن الحكومة البلجيكية كانت المسؤولة الأولى عن جريمة قتل الزعيم الإفريقي باتريس لومومبا، ولكن من الواضح على أي حال، أن هناك شركاء آخرين كانوا متورطين في الجريمة بالقدر ذاته، صحيح أن البلجيكيين والكونغوليين هم الذين قتلوا لومومبا فعلًا، لكن لولا الخطوات التي اتخذتها واشنطن والأمم المتحدة في أثناء الأشهر السابقة للقتل، لما كان من الممكن تنفيذ تلك الجريمة القذرة التي وجب عدها من أعمال إرهاب الدول بامتياز. من هذا الكتاب الذي يستند إلى وثائق رسمية في الدول الغربية أفرج عنها أخيرا، إضافة إلى شهادات شخصية، يكشف كمية هائلة من الأكاذيب والنفاق والتضليل، والخيانة التي أحاطت بعملية اغتيال باتريس لومومبا، ويفضح شبكة المتواطئين في الحكومة البلجيكية ووكالة الاستخبارات المركزية ودول غربية أخرى ودورها في تلك الجريمة، وتوظيفها للأمم المتحدة أداة شرعية دولية للتخلص من زعيم إفريقي كبير، وقف جنبًا إلى جنب مع جمال عبد الناصر وكوامي نكروما وأحمد سيكوتوري وجوزب بروز تيتو وأحمد سوكارنو وجواهر لال نهرو، وغيرهم من قادة حركة عدم الانحياز العظام حقا، ليجسد كبرياء الشعوب المستعمرة، وتطلعها للحرية والتطور الاجتماعي والاقتصادي، ما جعلهم هم وبلادهم هدفا المؤامرات الغرب الاستعماري بهدف تصفيتهم جسديًا، واستعباد شعوبهم، وإعادة إخضاع بلادهم وثرواتها للاستعمار الجديد المتحفز دومًا لنهب ثروات الشعوب الضعيفة.
عدد الصفحات: 395